إيجاد مدخل للكتابة دائمآ مايجعلني أحجم عنها ،
كيف أبدء ؟ لقد ترددت كثيراً بين الكتابة والسماح لأفكاري أن تكسوا هذه الصفحة أو البحث علي الإنترنت عن الموقع الألكتروني للجامعة لكي أبدء في أجراءت العودة للدرسة ،فقد اتخذت هذا القرار مأخراً ليس عن طيب خاطر أو قناعة ولكن حتي أتخلص من هذا القيد ، أنا هنا الأن تخطلت الأفكار في رأسي ولكني أريد أن أكتب ، أفكر معظم الوقت في هذا كهاجس يطاردني دائماً لايلبث أن يختفي مع تدفق مشاغلي الروتينية وأفكاري البالية.حدثت أشياء كثيرة في 2016 ربما يجب علي كتابتها ،أريد ان أفرغ ما يضج به رأسي من أحداث وكلمات قبل رحيل هذه السنة. لقد عاد إلي شخص افتقدت وجوده بجانبي ،تزوجت أختي ،غيرت بعض عادتي ،قرات أقل ، تغيرت أكثر أو بمعني أدق تغيرت نظرتي لبعض الأشياء ،تعرفت بصديقة جديدة رغم أنني طالما قولت أنه مع مرور الزمن يفقد الأنسان جزء من مهارته الساذجة في شرح أفكاره والتعريف عن نفسة ، لذلك قد يعد أقامة علاقة صداقة جديدة بعد مرحلة عمرية معينة أمر بالغ الصعوبة ، ولكني توصلت لقناعة مفادها انني يمكنني توثيق صداقات حتي ولو كنت بالخمسين . قد أبدو مشوشة ومنغمسة في ترتيب أفكاري وهذا عذري للكتابة بشكل متقطع ،وقد كنت طوال الفترة الماضية أكتب كتابات غير مكتملة ،أفكار تحتاج الي أعادة صياغة وتتمة ، كتبت بعض الأشياء علي مفكرة هاتفي واخري علي علبة سجائر فارغة خوفاً من أن تتلتهم الحياة العاصفة بي بقايا الكلمات بداخلي .
- مر النصف الأول من العام سريعاً لم أذكر أي حدث مميز ، من الكتابة وزيارات أخواتي الي ممارسة الهوايات البسيطة الروتينة ،ذهبت الي السينما شاهدت افلاماً رائعة ، أقتنيت ملابس جديدة ، ذهبت للأحتفال عدة مرات ،غيرت تسريحتي ،ولكن ظل هذا الشعور بالفراغ بداخلي لم يتغير ، ولقد جاءت فترة هجرت فيها الكتابة والقراءة وربما كل شئ لوقت طويل ،شعرت فيها انني عجوز وكان هذا الشعور له دلالة حقيقية لأني في بداية السنة المعنية هنا شاهدت أول شعرة بيضاء في رأسي . علي كل حال لم تزعجني تلك الشعرة الجميلة كثيراً ولكن ما يزعجني حقاً هو أن تنتهي هذه السنة بهذا الشعور بإفتقادي لبعض الحرية والخصوصية تحت السلطة العائلية ،سلطة الوالدين أول سلطة مطلقة في الحياة ، مهارات تشوية الحقائق والسمات الشخصية لأرضائهم والتظاهر بالرضا والسعادة في ظل أختيارتهم الأجيارية .
- تزوجت اختي الكبري بعد صراع طويل مع أمي وأبي لأتمام زواجها وبعد معارضة منهم أستمرت ثلاث سنوات أنتهت بقبولهم لرغبتها ربما خضوع وليس أقتناع ولكن بالنهاية أتتهي جزء من هذا الصراع الدائم بالمنزل ،لا أود الحديث اكثر عن هذا الموضوع .
قرأت كتب أقل في هذه السنة الفقيرة :
- قرأت العمي لجوزية ساراماجو
- ووحدها شجرة الرمان لسنان انطوان
- في مستوطنة العقاب لكافكا
- وذكريات من منزل الأموات لدوستوفسكي
-والغريب ل ألبير كامو
- والغثيان لسارتر لم أستمتع بها ولم اكملها
- واعدت قراءت المسخ لكافكا
- لا أعرف متي بدء الأمر بالتحديد ،بدء من حيث لا أعلم
كنت دائماً منذ زمن يلازمني شعور أنني جئت لهذا العالم متأخرة ،حضرت عندما كان يسدل ستائره ،حيث أنني كنت دائماً أشهد ذبول الأشياء واحتضارها . ولهذا السبب لم اكن أفرط في التفاؤل ،في بداية الأمر أو بمعني أكثر وضوح لم أكن اريد الخوض في علاقة لا أعلم الي أين ستقودني . وربما ما حدث كان خارجاً عن طوع عقلي عاصياً لما داخلي من كبرياء .
بعد فترة قليلة جداً من البداية تأكد أنه مرات قليلة بالحياة يمر بك الشخص النادر ،شخص يجبرك علي كسر نطرتك القديمة للأشياء ويعيد حساباتك من الصفر ،لم أكن أنتظر أبداً بهذا التفاؤل، ولكني في هذه اللحظة بالتحديد طفولية بالدرجة الكافية التي تجعلني أقول لنحلم ،وليكن.
- انا لست شخص عقلاني أو أهلاً للثقة حتي أتخلص من تلك السطوة العاطفية لقلبي علي عقلي ،لم أستطع أن أكف عن السقوط والإنهيار أمام كل خيبة أمل ،وأدرك حد اليقين أن الخيبات دائماً وأبداً واردة وستحدث .
لست عاقلة بدرجة كافية حتي أكف عن أنتظار أن يتفهم أحد أني فشلت كثيراً لكني حاولت أكثر واني أستحق أن يغفر لي هذا .
لست شخص موثوق به مهما بدا كلامي صادقاً لكي أصل لقناعة أنه لا ضرر من توسيع دائرة العلاقات الإنسانية، ليس قاتلاً من أن يرحل من يريد أن يرحل ،حتي لو ظننت أنه لم يرحل أبداً
لست أحد موثوق به بدرجة كافية حتي أتوقف عن التعامل مع الصراعات العاطفية كجلسات كهربائية لمجنون ، وحتي أكف عن أعتبار أنتهاء العلاقات الأنسانية صدمات نفسية تؤدي إلي أكتئاب قاتل ، ولكي أصل لسلام داحلي مع فكرة أنني أستحق الثقة ،وأنني أنسانة قادرة علي أن تتبني أفكار ثم تحيد عنها أذا تغيرت معطيات الزمن . وليس مخيفاً أن تمتلئ رأسي بالأفكار والتساؤلات التي لم أجد لها أجابات ، وانه بكل بساطة وسلام يمكني تغير ضمادة قلبي متي أمتلأت كما يتعامل الطبيب مع جرح صغير .
- ما الذي افعله أنا اﻷن في الليالي الأخيرة لهذا العام ؟
غير الكتابة لهذة الكلمات كمخاض صعب لبداية جديد.