الجمعة، 10 فبراير 2017

جرعة مركزة من الإكتئاب


هل تعرف الفرق بين أن يكون وجودك في الحياة ترفًا  أو ضرورة فقط ؟
أعتقد أغلبنا لا يعرف الفرق ..
ولكن ‏لم يحدث لأحد منا يومًا أن تملكته رغبة قوية في الوجود، كنا نحاول فقط أن نتماشي مع حدث وجودنا في الحياة، ،فنتحامل علي انفسنا، ثم نتحامل، ‏لدينا دائمًا رغبة عارمه في الرحيل دون وجهة محددة، دون أن نعرف الطريق بدايته ومنتها، رغبة قوية في الهروب دون نحو أو مدى، رغبة في أن نبدء مشوار قد لا يصل ابدا .
وهل هناك وجهات محددة يذهب إليها من لا يدري من أين تكون البداية وكيف تكون ؟
‏تنغرس مثل هذه الأسئلة في رأسي كالمسامير، فهنا في هذا المكان لن تجد اجابات، لم تتحقق أحلام ،كم لانهائي من الأحلام تحطم علي عتبات هذا المكان بفعل هؤلاء الحمقي، حتي الحياة العادية تبدو مهمة مستحيلة هنا.
نحن الجيل البذيء ،جيل عندما يستمع الي الأخبار السياسية يجمع كل ما في فمه من بصاق حتي إذ ما رأي وجه مسؤل حقير مازال منذ ثلاثون عامًا يظهر متبجحًا علي الشاشات ليكرر وعوده بالتقدم والرخاء ويتشدق بكلماته عن مدي الحرية والديمقراطية في عهده ،يدفع كل بصاقه في وجهه مرة واحدة . جيل أصبحت أقصي طموحاته مؤخرًا كيف يذهب كلا ًمنا في المساء الى غرفته وهو لم يخسر شيئًا كبيرًامن نفسه، نتقاسم الحزن والأحلام والكأبة ومخاوف المستقبل ،
حتي أنه لا أحد مؤخرًا يستطيع أن يستمع إليك تشكو مأساتك دون أن يرغب في عرض نصيبه الأكبر من المأساة أمامك ،باعتبار أننا نواسي بعضنا البعض ونتشارك مصائب الحياة ،ولكنه رغمًا عنه لا يمكنه أنقاذك، أنت هنا متروك تواجه مشاعرك وأفكارك وقلقك كلا ًمنا وحيد بداخل هذه الأقفاص التي تقع في أحشاء عقلك وروحك. كل الطرقات التي مشيناها لم تحسب ،وكل المسافات التي قطعناها همشت ،حتي أصبحنا لا نعلم كيف نتقدم ،وكأن الزمن تجاوزنا وتركنا هنا وحدنا نصارع مأزق الركود.
توهمنا الحياة دائمًا بأننا أقوياء ،حتي أقوي منها ولكنا تنتظر الوقت المناسب لكي تكشف لك الحقيقة ،كم هي الأمور هشة وغير قادرة علي الصمود ،فندرك أننا مخدوعون وضعفاء ،ولكني علي قناعة تامة بأن الأشخاص
الذين يواجهون الصراعات النفسية والتفكير والقلق وكل ما يشق عليهم الأنفس، اقوياء ،وافضل بكثير من الذين لا يعانون شيئًا في هذه الحياة رغم بشاعة المشهد ووحشيتة وكأنهم جثث خرساء.

لقد لاحظت بأن الأوقات التي أحصل فيها على بعض المتعة والفرح قصيرة جداً سرعان ماتنتهي ثم أعود لهذه الحالة الكئيبة والعبثية ،حالة من الا جدوي ،وكأنني أصعد الي قمة أعلي جبل لأنحدر سريعاً الي قاع بئرًا عميق،
هذا من سوء حظي وحظ من يعلق معي،
أشعر أني لا أجيد من العادات الجيد منها والسيئ سوى هواجس القلق والتفكير والإكتئاب ،ولكن ‏هذا ليس اكتئاب تغير الفصول أو اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية أو اكتئاب ما بعد الفشل، هذا شيء متكرر أسمه شعور عالق إلى الأبد. كل الأشياء والأحداث والتفاصيل من حولي ترهقني ولا يرهق وجودي أي شيء، أنا لا أساهم في هذا العالم بشئ إلا بما يتسبب به دخان سجائري من تلوث للبيئة .نعم ، أنا أسخر من مهزلة وجودي.
أعرف أنني شخصية سلبية ،وربما هذا يناسبني أو يحلو لي ولكني أحاول أن أتجنب اليأس بقدر المستطاع ،لا أريد الأستسلام .
أعرف ان لدي أسباب للسعادة وأن الأستمرار والتفاؤل أشياء مهمة، لكني لا أنتظر المستقبل بكثير من التفاؤل لأني أعرف أذا أبتسمت لي الحياة ذات يوم لابد أن تكشر عن أنيابها في اليوم الذي يليه.
أعرف أن حظي ربما يحالفني مرة ، لكنه يصارعني مليون مرة.
لقد حدث خطأ كوني كبير عندما رمينا علي هذه البقعة ،ما كان علينا أن نكون هنا ،يجب أن أعترف بأن عقلي المشوش أكثر هشاشة من ان يواصل العيش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق