الاثنين، 22 مايو 2017

صوت الصمت

هذا ما افعله عادةً، اكتب كل مايخلب الروح من آلام ، مايشفى منها وما لايشفى.

ولكني منذ عدة أيام أردت أن أكتب عن شئ ما عالق بداخلي ،فكتبت بضعة أسطر قليلة في الأيام الفائتة مخافة ان تهرب مني الكلمات، فحين يكون الوقت والمزاج مهيئان تماماً للكتابة أكتب حتي لو جملة واحدة ،ولكني هذه الأيام وحيث كان يحتشد في صدري الكثير من المشاعر والكلمات ،فظننت خاطئة أن الكلمات ستنساب بساطة على الورق كما اعتدت أن أفعل حين تحيط بي هالة شعورية ضخمة، ولكن وبينما كانت الكلمات تتسابق وتتصارع أيها سيكتب أولا وأيهما ستمحي ابداً وجدت أن يدي لا تسير بالسرعة نفسها التي تهدر بها الكلمات في مخيلتي وذاكرتي ،فأدركت أن هذه الأفكار لن تجلس بسهولة على الورق.

كان الأمر سئ ومزعج  بالنسبة لي، طريقة وصف رديئة ، جمل ليس بينها ترابط ،فقرات لا علاقة بين الواحدة والأخرى.

حاولت أن اصلح الأمر كما كنت أفعل دائما حين أريد نمط معين أكسي به النص او ثيم موحد لكل الحكايات ، فعندما افقد الترابط أعود لقراءة ما كتبت من البداية حتى المكان الذي تعثرت به في الكتابة ،فأجد جملة مضيئة في عقلي ،تجعل الموضوع اكثر انسجاماً فتعود انسيابية النص من جديد ،ولكن يبدو ان هذه الحيلة لم تنجح أيضاً.

في هذه الساعة شعرت بالعجز والهزيمة ، فحقدت على نفسي بشكل غير مسبوق ، لأنني مسؤلة عن هذا .. كيف انني عاجزه عن وصف غضبي ؟ كيف تهت في أفكاري ومشاعري ؟
مساء أمس بعد أن أستيقظت من نوم خفيف مليئ بالكوابيس واستعصي علي العودة الي النوم مجدداً ،وهذا ما يحدث معي دائما ولكن في الأيام الاخيره تطور الأمر معي ،حيث عاد صديقي الأرق مره أخري ، هذا الصديق الحقير معه تشعر انك تتبادل الأبتسامات انت والموت .. حاله لا متناهيه من السقوط الحاد، ماركيز أختار له أسم قوي في "مائة عام من العزله " اسماه (طاعون القلق)
بينما كنت بالأمس ممدده علي سريري مبلله بالخلط بين التفكير والنوم ،تناهي الي صوت الصمت جملة صغيرة في عقلي ، توحي بأن الثيم الموحد والمفتاح المناسب لكي اكتب هو الصمت .
الصمت الذي غالبا ما يسئ فهمه الأخرون ،غالبا مايفسروه علي انه كبرياء ، او سفه أو ما شابه ، ولكني أصمت عندما يصل شعوري مداه ،عندما يصل الأحساس بي الي أعمق نقطة في قلبي ،فأعجز عن أيجاد كلمات تعبر عني.
وقفت صامته أمام الليل أتأمله ، اتخيل زوايا المشفي وافكر ، أتري ماذا ينتظرني هناك ؟
أشعر بالخوف هكذا ببساطة بدون استعارات شعرية او تعقيدات ،خائفه كقطعة ثلج تهرب من أشعه الشمس هنا وهناك .

هناك تعليق واحد:

  1. نفس الشعور ياتيني في ليل و ابدا في تفكير كيف ولماذا

    ردحذف